باغتت الصين الولايات المتحدة الامريكية وبدأت تشهر سلاحا مدمرا اكثر فتكا من “السلاح النووي”
وفي التفاصيل، بدأت الصين باستخدام ورقة توصف بأنها اكثر فتكا من السلاح النووي، حيث أدى تحرك الصين لتقييد صادرات بعض المعادن شائعة الاستخدام في إنتاج أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والصناعات المتقدمة تقنيا إلى تصعيد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وقد تتسبب في تفاقم الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.
اقرأ ايضاً:
تجديد جواز سفرك بسهولة وأمان عبر أبشر 2024
رابط دخول منصة مدرستي ومتابعة الدروس في المناطق التي تم تعليق الدراسة فيها اليوم
تحديث بيانات حساب المواطن في السعودية بعد ولادة طفل سعودي
تسهيل الإجراءات الحكومية في المملكة.. تحديث سجل الأسرة في السعودية عبر منصة أبشر
وتسارع الشركات للرد على الأخبار المفاجئة التي أعلنت الاثنين المنصرم.. وقالت شركة أميركية منتجة لرقائق أشباه الموصلات، إنها تقدمت بطلب للحصول على تصاريح تصدير لطمأنة المستثمرين.
وقال منتج للجرمانيوم في الصين لرويترز، إن الاستفسارات من الخارج والأسعار ارتفعت بين عشية وضحاها.
وقالت وزارة التجارة الصينية إنها ستسيطر اعتبارا من أول أغسطس/آب على صادرات 8 منتجات من الجاليوم و6 منتجات من الجرمانيوم لحماية أمنها القومي ومصالحها، في خطوة اعتبرها المحللون ردا على جهود واشنطن المتصاعدة للحد من التقدم التكنولوجي للصين.
وقال رئيس اتحاد الصين العالمي للتعدين، بيتر آركيل: “ضربت الصين قيود التجارة الأميركية في موضع مؤلم”.وأضاف: “الجاليوم والجرمانيوم مجرد نوعين من المعادن الثانوية لكن المهمة جدا لطائفة من منتجات التكنولوجيا، والصين هي المنتج المهيمن لمعظم هذه المعادن، والاقتراح بأن دولة أخرى قد تحل محل الصين في المدى القصير أو حتى على المدى المتوسط ضرب من الخيال”.
وتأتي القيود التي تفرضها الصين في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن فرض قيود جديدة على تصدير الرقائق الدقيقة المتقدمة تقنيا إلى الصين، بعد سلسلة من القيود في السنوات القليلة الماضية.
ومن المتوقع أيضا أن تفرض الولايات المتحدة وهولندا قيودا أخرى على بيع معدات إنتاج الرقائق لشركات تصنيع الرقائق الصينية هذا الصيف ضمن جهود تهدف إلى منع استخدام الجيش الصيني لتقنيتهما.
وكان أخر رد من بكين على الضغط الأميركي على الرقائق في مايو/أيار حين منعت بعض القطاعات المحلية من شراء منتجات من شركة ميكرون الأميركية لتصنيع رقائق الذاكرة.
فما هي المعادن النادرة ولماذا يسعى الجميع للحصول عليها؟ وما هي الصناعات التي تستخدم المعادن الأرضية النادرة؟.
في الأصل، المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة تتألّف من 17 عنصراً معدنياً موجودة في الجدول الدوري. و15 من هذه العناصر تأتي ضمن سلسلة اللانثانيدات، أما العنصران الآخران فهما السكانديوم والإتريوم- ويقعان في مكانٍ آخر من الجدول الدوري لكنهما يشتركان مع البقية في خصائص كيميائية مشابهة.وتتمتع هذه العناصر بخصائص فريدة من نوعها تجعلها مكونات أساسية في تطوير التكنولوجيا الحديثة.
إذ يُستخدم اللانثانوم مثلاً في تحويل النفط الخام من الأرض إلى بنزين وديزل، بحسب تصريحات المدير الإداري لشركة استشارات المعادن Adamas Intelligence رايان كاستيلوكس لمجلة Foreign Policy الأمريكية.أما النيوديميوم، فهو يتمتع بخصائص مغناطيسية تسمح له بإنتاج مغناطيسات قوية للغاية- وهي المغناطيسات التي مكنتنا من تصغير الأجهزة والإلكترونيات المنتشرة مثل أجهزة آيفون.
تُستخدم المعادن الأرضية النادرة في صناعة الأجهزة عالية التقنية، بما في ذلك الهواتف المحمولة والشاشات المسطحة والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والأسلحة، وقد يعني رفض سكان جزيرة غرينلاند المشروع الصيني التأثير على أسعار هذه المعادن الأرضية النادرة.
يقول جيم كينيدي، رئيس ThREE Consulting: “المعادن الأرضية النادرة غيّرت كل شيء في ما يتعلّق بالسيارات، والتكنولوجيا الخضراء، ودقة أنظمة الأسلحة. ولهذا صارت ضروريةً للغاية. هل تريد سيارة تويوتا بريوس؟ ستحتاج إلى المعادن الأرضية النادرة. هل تريد سيارة تيسلا بعيدة المدى؟ ستحتاج إلى المعادن الأرضية النادرة. هل تريد صاروخاً جوالاً بدقةٍ تصل إلى مترٍ واحد؟ ستحتاج إلى المعادن الأرضية النادرة”.
هل المعادن الأرضية النادرة، نادرة بالفعل؟
إنّها ليست نادرةً في الواقع فعناصر المعادن الأرضية النادرة متواجدةٌ بوفرة في الطبيعة- لكن العثور عليها بتركيزات تسمح بالتعدين هو الأمر الصعب.فبخلاف معادن مثل النحاس والذهب، التي تُشكّل رواسب غنية يسهل تعدينها، تُعتبر عناصر المعادن الأرضية النادر “غير اجتماعية نوعاً ما” بحسب كاستيلوكس.
ولها خصائص معينة تجعلها تتفرّق بين مختلف أنواع الصخور، بدلاً من التجمع معاً، ونادراً ما يُعثر عليها بكميات كبيرة بحيث يصير استخراجها ومعالجتها أمراً مجدياً من الناحية الاقتصادية.
كيف سيطرت الصين على إنتاج المعادن النادرة رغم أن أمريكا كانت أكبر منتج؟
رغم العثور على رواسب المعادن الأرضية النادرة حول العالم، لكن الصين احتكرت هذه الصناعة، إذ تُسيطر على كل خطوة، بدءاً من معالجة المواد الخام وصولاً إلى تكريرها وإنتاج المغناطيسات.ولم يكُن الوضع كذلك دائماً: حيث كانت الولايات المتحدة هي أكبر منتج للمعادن الأرضية النادرة حتى عام 1980. والآن، ذهب هذا اللقب إلى بكين. إذ أوضح كاستيلوكس: “بدأت الصين التعدين على نطاقٍ واسع وبكميات كبيرة، فأغرقت الأسواق العالمية بعناصر المعادن الأرضية النادرة بسعرٍ زهيد، لدرجة أنّها أخرجت المنافسين- مثل الولايات المتحدة- من السوق بنهاية المطاف. وبذلك، تمتّعت بهذا الاحتكار لتعدين المعادن الأرضية النادرة”.
والصين الآن هي موطن أكبر احتياطيات المعادن الأرضية النادرة في العالم، حيث تستحوذ على 37% من إجمالي الاحتياطات العالمية لها.
وفي عام 2017، أنتجت الصين 80% من المعادن الأرضية النادرة، رغم أنّ الرقم تراجع إلى نحو 63% عام 2019.
لماذا تُعد الهيمنة الصينية أمراً خطيراً؟
إنّ سيطرة بكين على السوق جعلت من الصعب- وشبه المستحيل- على الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا أن تبني سلاسل التوريد الخاصة بها وتديرها بشكلٍ تنافسي.
وقارن كاستيلوكس وضع السوق الحالي بمتجرٍ صغير يُحاول المنافسة مع عملاق البيع بالتجزئة Walmart، قائلاً إنّ الاحتكار الصيني “يمنحهم اقتصاداً كبيراً لدرجةٍ تجعل التنافس معه تحدياً بالغ الصعوبة على بقية العالم.لقد استغلوا حجمهم وتكاملهم الرأسي بأسلوبٍ استراتيجي حتى يتمكنوا من تشغيل العمليات بشكلٍ مربح ويُقدموا أسعاراً منخفضة لبقية العالم، وبهذا أحكموا قبضتهم عبر هذه الممارسات الاحتكارية”.
وقد استغلت الصين إمداداتها من المعادن الأرضية النادرة لجذب المصنعين الأجانب وزيادة قوتها الصناعية. كما أنّ نفوذ بكين زاد المخاوف من أنّها ستمتص الصناعات عالية التقنية من البلدان الأخرى- وأنها ستحظى بنفوذٍ كبير في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي والتطور التكنولوجي.
حالات ابتزاز
لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تستغل فيها الصين هيمنتها على المعادن الأرضية النادرة لأغراضٍ سياسية.ففي عام 2010، عقب تصاعد التوترات بين بكين وطوكيو، حظرت الصين- التي كانت تُنتج 93% من الإجمالي العالمي وقتها- صادراتها من المعادن الأرضية النادرة إلى اليابان.
وأثار رد فعل بكين “جنون العالم” بحسب كاستيلوكس لأنّه “أظهر للمستخدمين النهائيين استعداد الصين لاستخدام المعادن الأرضية النادرة كسلاحٍ سياسي”.وعاود هذا التهديد الظهور مرةً أخرى حين تنازع ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حول التعريفات الجمركية عام 2019، حيث لوحت بكين بشكل غير رسمي بقطع الصادرات التي تنتج بكين نسبة كبيرة منها، وإيقاف التصنيع الأمريكي بشكل مفاجئ.
الصين لوحت بمنع المعادن الأرضية النادرة عن أمريكا رداً على الحرب التجارية التي أعلنها ترامب/رويترز إذ اقترحت وسائل الإعلام الحكومية الصينية حينها أنّ بكين عليها استخدام معادنها الأرضية النادرة في مواجهتها مع الولايات المتحدة.
فلقد ورد في إحدى المقالات: “تمتلك الصين العديد من الأدوات المتنوعة في متناول يدها، مثل تقليل عدد تراخيص تعدين المعادن الأرضية النادرة، ورفع معايير وصول المُعدّنين إلى السوق، وتقليل صادرات منتجات المعادن الأرضية النادرة الرئيسية، والحد من الاستثمارات الصادرة والواردة في الصناعات ذات الصلة. واحتكار الصين لإنتاج المعادن الأرضية النادرة سيساعد بكين في السيطرة على شريان حياة قطاع الصناعات عالية التقنية بالولايات المتحدة”.
والصين دولة مساحة عمل الصحافة فيها لا تجعلنا نفترض أن هذا مجرد حديث أجوف من صحفي متحمس.
مضرة وصديقة للبيئة في الوقت ذاته
تتسبب المعادن الأرضية النادرة في إنتاج نفايات مُشعّة وانبعاث ملوثات رئيسية أخرى، وهذا من أسباب تراجع تعدين المعادن الأرضية النادرة داخل الولايات المتحدة بشكلٍ حاد في العقود الأخيرة.وفي الصين، تسبب إنتاجها في إلقاء مواد ملوثة خطيرة في المياه الجوفية والسطحية.
ولكنها ليست سيئةً في العموم. إذ إنّها ضروريةٌ أيضاً لدفع الطاقة النظيفة، ومحوريةٌ في تصميم توربينات الرياح والسيارات الكهربائية صديقة البيئة.حيث أوضح كينيدي: “إذا كنا نسعى إلى مستقبلٍ أخضر من النوع الذي يُثير حماسة الرئيس بايدن، فلن نبلغه بدون هذه العناصر- ونحن لا نحتاج منها سوى القليل””
اقرأ ايضاً: