كشفت وثائق بريطانية أفرج عنها مؤخراً أن رفعت الأسد حاول الاستعانة ببريطانيا في التخطيط من المنفى للإطاحة بشقيقه حافظ عام 1986.
ووفق الوثائق التي نشرتها “بي بي سي نيوز” فإن لندن رفضت حينئذ طلب رفعت الإقامة في المملكة المتحدة، أو التدخل لدى دولة أخرى لمنحه جنسيتها والعيش فيها بشكل دائم، وفق وثائق بريطانية اطلعت عليها.
اقرأ ايضاً:
اكتشف شركة رملة.. تجربة سياحية جديدة تعزز جمال حائل!
الداخلية السعودية تكشف إسم المرأة التي تم اعدامها في المدينة المنورة والجريمة التي ارتكبتها
الأميرة هيفاء آل سعود تبرز قيم التواصل الحقيقية في حائل
تعليق الدراسة اليوم الأحد في هذه المناطق السعودية بسبب الحالة المطرية
مترو الرياض 2024.. اكتشف المسارات الجديدة وأسعار التذاكر المخفضة
وحاول رفعت التواصل مع بريطانيا لإسقاط النظام الذي كان يرأسه شقيقه حافظ وذلك بعد عامين من فشل محاولته الانقلاب عسكرياً على النظام، وفق الوثائق.
وفي تلك الفترة كانت العلاقات بين البلدين تمر بمرحلة حساسة على ما وصفه مسؤولون بريطانيون، إذ وضعت الحكومة البريطانية “نظاماً صارماً يُصعِّب إجراءات منح السوريين تأشيرات دخول” إلى بريطانيا.
وكشفت الوثائق أن رفعت وصل إلى لندن بجواز سفر مغربي، وذلك في شهر يوليو/تموز عام 1986.
بريطانيا رفضت المساعدة.
وجاء في وثائق الخارجية أن باتريك نيكسون، رئيس إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، علم بوجود رفعت في لندن بعد أن اتصل به عضو مجلس العموم جوليان إيميري ليتشاور معه بشأن طلبه لقاءه. وأبلغ نيكسون البرلماني البريطاني طلب وزير الخارجية “بأن ينقل إلى رفعت قلق بريطانيا من الطريقة التي جاء بها إلى لندن”.
وفي ذلك الوقت كان رفعت لا يزال رسمياً، نائباً لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي وعضو القيادة القطرية لما يسمى بحزب البعث وقائد سرايا الدفاع.
ونقل النائب إيميري عن رفعت في تقرير إلى وزير الخارجية البريطاني جيفري هاو عن فحوى اللقاء قوله: “إذا كنت قد طلبت تأشيرة، فإن الطلب كان سيحال إلى السفارة السورية في لندن، ولم أرد هذا”.
وأضاف رفعت: “هناك طرفان في سوريا، الأول بقيادة حافظ، والآخر بقيادتي، وأنا أشكل المعارضة”.
وتابع: “القضايا الرئيسية محل الخلاف مع النظام تتعلق بالصلة بالسوفييت، والسياسات الاشتراكية غير الفاعلة في سوريا”.
وأشار رفعت إلى أنه سيعود إلى جنيف، معرباً عن سعادته بالعودة إلى لندن في أي وقت، لو كانت هناك رغبة في هذا، للقاء وزير الخارجية أو رئيسة الوزراء (مرغريت تاتشر).
كما بيّن رفعت وفق ما ذكر التقرير أن وليا العهد الأردني، الأمير الحسن، والسعودي الأمير عبد الله يعتبرانه خليفة محتملاً لرئاسة سوريا.
عقب ذلك، نصح إيميري بأن “نطلب منه أن يعود في زيارة قصيرة. وطالما أنه لا يزال نائباً للرئيس، فإن هذا يمكن أن يحدث دون إحراج لعلاقاتنا مع دمشق. ولو كان قد جُرد من وظيفته، لكان طلبنا منه زيارة لندن أكثر إحراجاً”.
وضمَّن إيميري تقريره رقمين هاتفيين للاتصال برفعت في جنيف. كما إنه لم يكتف بذلك بل اتصل بالشيخ عبد العزيز التويجري، مستشار الأمير عبد الله، الذي “كان رد فعله الفوري (عما قاله رفعت) هو أن الرئيس حافظ ونائب الرئيس رفعت اتفقا فيما بينهما على اتخاذ مواقف تبدو ظاهرياً متعارضة، ولكنهما في الواقع متحدان بشكل وثيق”.
رفعت الأسد
وارتكب رفعت الأسد (85 عاماً) مجازر مروعة بحق آلاف المدنيين في حماة وحلب وتدمر وجسر الشغور، وغادر سوريا عام 1984 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد شقيقه حافظ، وقد أعلن معارضته لبشار الأسد بعد توليه الرئاسة عام 2000، لكنه عاد إلى البلاد العام الماضي بعد أن أمضى أكثر من 37 عاماً في المنفى، وذلك عقب صدور عفو رئاسي بحقه بسبب تعرضه للمحاكمة في فرنسا حول مصادرة أمواله.
وكغيره من الدائرة المقربة من عائلة أسد، استغلّ رفعت سلطاته وبنى لنفسه ثروة طائلة عبر نهب وتهريب الآثار وتبييض الأموال ورعاية مصالح ميليشيا أسد في الخارج مقابل تسهيل حصولهم على امتيازات.
اقرأ ايضاً: