تصدر إسم المواطن السعودي عبدالله الحارثي، مواقع التواصل الإجتماعي خلال الساعات الماضية، وذلك بعد إعلان هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية (نزاهة)، بأن السعودية تسلمت أمس الجمعة 29 نوفمبر، من روسيا المواطن السعودي المطلوب دولياً عبدالله الحارثي، المتهم بإرتكاب جرائم فساد مالي وإداري.
وقالت الهيئة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس“، إن المدعي العام الروسي استجاب للطلب الرسمي من هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، بتسليم المواطن عبدالله بن عواض عيضة الحارثي، لمحاكمته في المملكة.
وأوضح البيان أن هذا التعاون يأتي في إطار تفعيل مذكرة التفاهم بين المملكة العربية السعودية ممثلة في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، وروسيا الاتحادية ممثلة في النيابة العامة، في مكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود.
اقرأ ايضاً:
تطوير التعليم في السعودية: خطوات نحو تعليم عالمي المستوى 1446
انتحال الهوية في السعودية.. مخاطر متزايدة وعقوبات مشددة
للسعوديين والمقيمين.. احصل الآن على قرض بنك الراجحي في 30 دقيقة فقط
شاهد فيديو ابنة هند القحطاني مع صديقتها في غرفة النوم.. تسريب جديد يصدم الجميع!!
وأضافت الهيئة أن ذلك يمثل أيضًا تأكيداً لالتزام البلدين لدعم سيادة القانون والعزم على ضمان تحقيق العدالة وتعزيز التعاون الدولي والجهود الرامية إلى مكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود وعدم إفلات الفاسدين من العقاب.
من هو عبدالله الحارثي؟
بعد إعلان هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، (نزاهة)، تسلم المواطن عبدالله الحارثي من السلطات الروسية، تصدر إسم عبدالله الحارثي محركات البحث، وسط تساؤل الكثير من هو عبدالله الحارثي؟، وفي السطور التالية سوف نقدم لكم أبرز المعلومات عن عبدالله الحارثي.
اسمه الكامل هو عبدالله بن عواض عيضة الحارثي، متهم بجرائم فساد مالي وإداري خلال فترة عملة في وزارة العمل والتنمية الإجتماعية في السعودية، ما بين شهري أكتوبر وديسمبر من عام 2022.
– قالت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد أن الحارثي تآمر مع أفراد آخرين للحصول على رشوة مالية تصل إلى 4 ملايين ريال سعودي، وذلك مقابل إدخال بيانات ومعلومات كاذبة في النظام الخاص بالعمل والهجرة في الوزارة، واسفر ذلك التلاعب عن إصدار أكثر من 1000 إقامة غير قانونية.
– في شهر فبراير 2024، أدرجت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، المواطن عبدالله الحارثي، على قائمة المطلوبين دولياً.
– ألقت السلطات الروسية القبض على الحارثي في مايو 2024، واتخذت المحكمة الروسية ضده إجراء وقائيا يتمثل في الاحتجاز.
ارتياح واسع في الشارع السعودي
أشاد عدد من السعوديين بالجهود الكبيرة التي بذلتها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، والتي تكللت باستعادة المطلوب دولياً عبدالله الحارثي لمحاكمته في المملكة ومعاقبته وفق القانون السعودي.
وقال “عبدالله القحطاني”، إن هذا الإنجاز يعد ترجمة فعلية لمقولة “لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد”، التي قالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تصريحات سابقة.
واعتبر مفلح الجهني، أن استعادة عبدالله الحارثي تعتبر رسالة لمن تسول له نفسه بارتكاب جرائم فساد والهروب إلى خارج المملكة، موضحًا أن مفاد الرسالة هو أن أي فاسد سوف ينال جزاءه حتى لو هرب إلى كوكب زحل.
من جانبه، أشاد أحمد عثمان، بجهود هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، وقال في تعليقه: “حين تُقطع جذور الفساد، ينمو الوطن على أرض العدالة، وتُكتب سيادة القانون بمداد النزاهة”.
وعلق مغرد آخر على ذلك بالقول: “خطوة قوية ومؤثرة في مكافحة الفساد، تعكس التزام المملكة بتطبيق العدالة وتحقيق الشفافية على الصعيدين المحلي والدولي. التعاون بين المملكة وروسيا في تسليم المطلوبين يعزز من جهود مكافحة الفساد ويدعم سيادة القانون”.
كما أعاد مغردون نشر تصريح سابق للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قال فيه: “إن المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد، ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا الفساد”.
الجدير بالذكر أن قضية استعادة عبدالله الحارثي، تعد من أبرز القضايا التي تظهر التزام الحكومة السعودية بالشفافية والعدالة في معالجة قضايا الفساد، وقدرتها الكبيرة على التعاون الدولي عبر جهاز الإنتربول والسلطات الروسية، مما يعزز من صورة المملكة كداعم رئيسي لمكافحة الفساد على مستوى العالم.
هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية
هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، تأسست في 13/4/1432هـ، الموافق 11 مارس 2011، وفي 12 ديسمبر 2019 صدر أمر ملكي بضم هيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وقد جاء تأسيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بهدف حماية المال العام، ومحاربة الفساد، والقضاء عليه، وتطهير المجتمع من آثاره الخطيرة، وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها، وأفرادها، ومستقبل أجيالها، ومن أبرز الأهداف الرئيسية للهيئة، ما يلي:
– متابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، ورصد نتائجها وتقويمها ومراجعتها، ووضع برامج عملها وآليات تطبيقها.
– تنسيق جهود القطاعين العام والخاص في تخطيط ومراقبة برامج مكافحة الفساد، وتقويمها.
– جمع المعلومات والبيانات والإحصاءات المتعلقة بالفساد، وتصنيفها، وتحليلها، وتنظيم قاعدة معلومات وطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد.
أبرز بنود نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد
في 23 – 7 – 2024، وافق مجلس الوزراء السعودي على نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، والذي تضمن تحديد صور جرائم الفساد التي تختص الهيئة بمباشرتها، وهي جرائم: الرشوة، الاعتداء على المال العام، إساءة استعمال السلطة، وأي جريمة أخرى ينص على أنها جريمة فساد بناءً على نص نظامي.
كما احتوى النظام على أحكام تتصل بمكافحة الفساد المالي والإداري؛ منها عقوبة الفصل من الوظيفة للموظف العام أو من في حكمه عند الإدانة بجريمة فساد، وأحكام تتعلق بالإثراء غير المشروع، ومنح الهيئة صلاحية إجراء تسويات مالية مع من بادروا بتقديم طلبات بذلك ممن ارتكبوا جرائم فساد من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية.
أبرز قضايا الفساد التي أعلنت عنها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد
تعد قضية فساد المدير السابق للأمن العام في السعودية “الفريق أول خالد بن قرار الحربي”، من أبرز قضايا الفساد التي كشفت عنها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية.
وسبق أن تم إقالة الحربي من عمله في 2021 واحالته للتحقيق، وفي 13 سبتمبر 2024، أصدر القضاء السعودي حكم نهائي يقضي بثبوت إدانت الحربي بما نسب إليه من جريمة الرشوة وجريمة التزوير، واستغلال نفوذ الوظيفة لمصلحة شخصية وجريمة استغلال العقود الحكومية وجريمة اختلاس المال العام، وقضى الحكم بمعاقبته بالسجن 20 عاماً والزامه بإعادة المبالغ المالية التي حصل عليها بطريقة غير قانونية، وتصل إلى أكثر من 14 مليون ريال سعودي .
وكان قد سبق إعلان إدانة الفريق الحربي، إعلان هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في مايو الماضي من العام الحالي 2024، إيقاف 166 شخصا بتهمة الفساد ينتمون لسبع جهات حكومية بينهم من وزارات الداخلية والدفاع والعدل.
الجدير بالذكر أن السعودية تحتل المرتبة 52 من 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية.
ومنذ توليه منصبه في 2017، شنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حملة واسعة لمكافحة الفساد تضمنت احتجاز عشرات من الأمراء ورجال الأعمال والسياسيين في فندق “ريتز كارلتون”، وتبعتها حملة أخرى شهدت توقيف مسؤولين عسكريين كبار، أبرزهم قائد القوات المشتركة فهد بن تركي بن عبدالعزيز وأمير منطقة الجوف عبدالعزيز بن فهد بن تركي، الذين تم اقالتهم في 31 أغسطس 2020 واحالتهما للتحقيق في واقعة “فساد” في وزارة الدفاع.
اقرأ ايضاً: