انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الظواهر الغريبة التي لم يعتد عليها السوريون بمختلف نواحي الحياة سواءً من ناحية سوق العمل أو مجال تدبر الأمور المعيشية أو بما يخص قطاع التعليم في المدارس الرسمية وسط استفحال الأزمة الاقتصادية مؤخراً بشكل غير مسبوق.
وبالتزامن مع تراجع القطاع التعليمي في البلاد بشكل واضح في السنوات الأخيرة والذي ترافق مع ضعف في الخدمات الأساسية المقدمة لهذا القطاع، لاسيما بما يتعلق بوضع منشآت التعليم، فإن هذا الواقع الجديد أدى إلى انتشار ظاهرة غريبة في المدارس لها تداعيات وتأثيرات كبيرة على مستقبل التعليم الحكـ.ـومي في الفترة القادمة.
وبحسب مصادر محلية فإن الطلاب وذويهم باتوا يرون بأن حضور الطلاب إلى المدارس الرسمية بات أمراً لا فائدة ولا جدوى منه ولا يضيف أي قيمة تعليمية للطلاب بسبب استمرار تردي وضع الخدمات في المنشآت التعليمية الحكـ.ـومية عموماً.
اقرأ ايضاً:
الضمان الاجتماعي يعلن الخبر السعيد لجميع المستفيدين.. تسهيل شروط قبول الفرص الوظيفية
انتقادات جريئة من تركي السهلي بعد خسارة النصر.. تحليل الأداء والتنظيم
هل تبحث عن طريقة آمنة وسريعة لتحويل الأموال إلى اليمن؟ السعودية تقدم لك الحل!
هل الذهب هو المستقبل؟ تعرف على أحدث أسعار الذهب في السوق السعودي
فضيحة مالية تهز السوق السعودية.. إدانة 14 مسؤولاً من كبار التجار ورجال الأعمال
وأوضحت المصادر أن الظاهرة الغريبة والجديد التي انتشرت مؤخراً وأبعدت عدد كبير من الطلبة عن مقاعد الدراسة الرسمية، هي ظاهرة “تجارة الدروس الخصوصية خارج المدرسة”.
وبينت أن معظم الطلبة السوريين أصبحوا في الآونة الأخيرة يعتمدون على الدروس الخصوصية خارج المدرسة من أجل تحضير أنفسهم للامتحانات النهائية، خاصة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية الذين بمقدورهم تقديم امتحان آخر العام دون الحاجة إلى دوام إلزامي ونسبة حضور في المدارس الرسمية.
ولفتت المصادر إلى أن العاملين في قطاع التعليم الحكـ.ـومي هم الذين يروج لانتشار ظاهرة “تجارة الدروس الخصوصية خارج المدارس”، حيث يملك بعضهم معاهد خاصة، أو أنهم يرغبون بالحصول على عائدات مالية كبيرة مقابل إعطاء دروس خصوصية في المنازل.
ونوهت ذات المصادر إلى أن العامل الأبرز الذي ساهم في انتشار هذه الظاهرة هو احتكاك المدرسين بالطلبة بشكل مباشرة في المدارس الحكـ.ـومية، حيث يقومون بالترويج لأنفسهم من خلال دوامهم في المؤسسات التعليمية التابعة للحكـ.ـومة.
ووفقاً للمصادر فإن عدد كبير من المدرسين باتوا لا يشرحون الدروس بالشكل المطلوب لطلابهم في المدارس بغية دفعهم نحو الدروس الخصوصية.
وأشارت إلى أن الكثير من الطلاب ابتعدوا عن مقاعد الدراسة الرسمية وتوجهوا إما إلى المعاهد الخاصة أو إلى أخذ الدروس الخصوصية في المنازل، وذلك على الرغم من ارتفاع تكاليف الدروس خارج المدرسة.
وقد أكد بعض العاملين في قطاع التعليم الرسمي أن خطورة انتشار هذه الظاهرة تكمن في أنها ترسخ فكرة إخفاق الحكـ.ـومة في تأمين خدمة التعليم المجاني للطلاب.
كما أعربوا عن أسفهم لأن المؤسسات التعليمية الخاصة قد تحولت من مؤسسات تهدف إلى بناء الإنسان على الصعيدين العلمي والأخلاقي إلى مجرد دكاكين هدفها الأساسي تحقيق الأرباح والتجارة بالعلم.
اقرأ ايضاً: